احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

لن يهزمني المكان - الى روح شهيد المكان زياد


لن يهزمني المكان - الى روح شهيد المكان زياد 


يُقال انه ذهب ليموت ,ويُقال ايضاً انه وقع في حب الموت من اول نظرة , فأصبح قلبه كلما رأى الموت ينبض عشقاً للخلود , كان مسلم معتدلاً يصلي الصلاة على وقتها يغلق دكانه الصغير عند كل نداء للصلاة وكانت شيمته الصبر وليس اي صبر فكان بصبره يرتقي الى ان يكون قديس هذا المكان ,ولم يهزم صبره هذا الى ظلم المكان الذي هو فيه ..ظلم دفعه للهروب اكثر من مره خوفاً على نفسه من الضياع. 

لكن لم يمضي وقت طويل حتى رحل بعيدا عن المكان الذي شارك كل من فيه – بما فيهم انا – في محاولة ممارسة لعبة الفرض عليه ومحاولة ارضاخه واخضاعه لقواعد المكان القذرة من غش ونفاق وكذب وتدليس وتحرش جنسي وشذوذ عن الطبيعه 

كان يعلب معنا كرة القدم كل يوم جمعة بعد صلاة الفجر وقراءة سورة الكهف وسرقة الكولاكولا من سيارة لاحد الموزعيين الموجودين في المنطقه ..وكان الوحيد الذي لا يقبل المشاركه في هذه العمليه وكنا نظر اليه بعين من الريبه اذ انه لا يخضع لقيم الجموع اذ كان له دائما ملامحه الخاصه التي تختلف عن ملامحنا التي تكاد ان تكون نسخه واحد بكل ما فيها من نتاقض كوني ..ويأكل الفلافل بنهم المتعبين الجائعين دون ان يشرب شيء معها اذ كان مصروفه لا يتعدى العشرة قروش التي تكفيه فقط لشراء شطيرة واحده فقط .

واذكر مره عندما تجمعنا كلنا لنجبره على شرب الكولا المسروقه فرفض وقاوم وناهض تلك المحاوله لكن لطالما غلبت الكثرة الشجاعه فتكالبنا عليه واستطعنا بعد اصرار شديد ممزوج بمشاعر من نقص كنا نحسه عندما كان يرفض المشاركة في السرقه ان نجبره على شرب جرعة او جرعيتن رغما عنه فما كان منه بعد ان تركناه الا ان يتقأ كل ما في معدته رفضا وامتعاظا من محاولات الفرض تلك ولم نعد نراه يلعب معنا بعد هذه الحادثه.

رحل زياد هكذا كان اسمه , رحل ليعود بعد ذلك بفتره وجيزة ممتلأ بالحقد على المكان ومن فيه لقد هزمه المكان واراد ان يرد الهزيمه بعد ان تدرب في احدى معسكرات الشام الخاصه بتدريب الذين يسمون بالمتطرفين ..عاد لينقم منا ومن المكان ومن ذلك الشخص الذي كان معروفاً في المكان جيدا كونه كان يتحرش بالجميع ويريد من الجميع ان يصبحوا شاذيين ليشبع رغباته .

رحل في جعبته بعض الكتب واشرطة للاناشيد الاسلاميه وعاد لا يوجد في جعبته سوى الاسلحة البيضاء والجنزاير والتطرف المعلب في كتب وفي دروس دينه مشبعا برغبه اعاده الروح التي افقده اياها المكان وهذا ما حصل فعلا .

وبدأ رحلته مع الانتقام الذي نجح فيه اكثر من نجاحه من الصبر فاصبحنا نخشاه بعد ان وصفنا بالسحر والجنون ..واصبح قائد يرفض ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبطش ويكسر بعد ان تحول الى وحش يتجول داخل المكان .

ولم يلبث فتره طويله من الزمن حتى استطاع ان يصفي كل حسابته القديمه وان ينتصر في معاركه الجديده ثم رحل مره اخرى لكن هذه المره كان يقصد الموت في العراق فحزم امتعته بحثا عن موت مشتهى لانه فقد شغفه بالحياة وفقد روحه التي صلبناها عند دوار ابو اشرف حيث يتحول المكان الى مقصله للارواح .

ويُقال ان استشهد في العراق في غارة للموت او في اشتباك ما , ويُقال ايضا انه ابلى بلاءً حسنا في المعارك ولبس الحزام الناسف حتى لا يفوت على نفسه فرصه للموت ..وانه كان يغني تارة ويرقص تارة اخرى كلما اقترب منه الموت , وانه كان يلاحق القذائف العنقودية كلاعب "بيسبول " محترف حتى لبى الموت رغبته وذهب الى حيث اراد .

زياد شهيد المكان الذي اغتال كل ما فيه من جمال , وشهيد الاشخاص الموجودين فيه والذين كانوا ومازالوا يمارسون عملية الاخضاع لقيمهم ..ومحاولة تجريد الناس من ملامحهم ..والذين يريدون تحويل العالم حولهم الى لوحة تجريدية منزوعة الملامح.



اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق